جمال سليمان لتلفزيون سوريا: هناك شرخ علوي سنّي والحل السياسي ليس انتصاراً لأحد

قال الفنان والمعارض السوري جمال سليمان، إن سوريا قد تكون مقبلة على احتمالات سيئة في السنوات القادمة، إذا لم يتم العمل على إنجاز حل سياسي وفق القرار الأممي 2254.

وأضاف الفنان السوري خلال حوار ضمن برنامج 'ما تبقى' الذي يعرضه تلفزيون سوريا، 'نحن أمام كل الاحتمالات ومعظمها سيئة جدا يجب أن نعرف جميعا معارضة ونظاما أن الهوية الوطنية السورية تتعرض إلى تدمير يومي وتتلاشى أصبحنا في الرمق الأخير وبلادنا قد تتعرض للتقسيم'.

وتابع قائلا 'هناك أحاديث كثيرة عن إعادة النظر بسايكس بيكو يجب أن ندرك أن الانقسام الذي حصل في سوريا سواء كان طائفيا أو عرقيا، إذا استمر سيصبح عميقا ويتسع الخرق على الراتق، الاحتمالات السوداوية يجب أن تدفعنا لتطبيق الحل السياسي بأسرع وقت وإلا فأن مصيرا غامضا ينتظرنا'.

جمال سليمان: هناك 'شرخ علوي سني'

سليمان أشار إلى وجود 'شرخ علوي سني في سوريا'، تم العمل عليه من قبل النظام السوري ومن قبل خصوم النظام أيضا، موضحا أنن  'الصراع في سوريا لا يقتصر على النظام والمعارضة.. الصراع إقليمي ودولي.. وللوصل إلى الحل يجب تجاوز هذا الشرخ وإيضاح أنه تم افتعاله ونشر الحقيقة للناس'.

وتابع 'يجب يكون حلا سياسيا منصفا وعادلا يفهمه جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والعرقية والطائفية.. الحل السياسي ليس انتصارا للمعارضة.. المعارضة الحقيقية لاتبحث عن انتصار وإنما تبحث عن حل سياسي في سوريا.. الانتصار هو لسوريا ولكل السوريين، يجب أن نسعى للحل الذي يؤدي لانتقال سلمي نحو دولة المساواة والقانون .. نحن لدينا خيارين إما الفناء ومواصلة القتال وشيطنة بعضنا أو نتجه نحو حوار وطني على قاعدة قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بما يحقق العدالة والكرامة والديمقراطية لكل السوريين.. السوريون جميعهم شركاء في ذلك والحل السياسي ليس منحازا لأي طرف'.

الفنانون السوريون مؤثرون أكثر من السياسيين

وفي أجابته عن سؤال حول قدرة الفنانين السوريين على التأثير بالجمهور الذي يتابع أعمالهم ومواقفهم وتصريحاتهم، قال الفنان السوري 'إن مجتمعاتنا تحب الحكاية وخاصة إذا أصبحت مرئية وبتقنيات حديثة.. الفنانون يصبحون جزءا من العائلة على مدى عرض المسلسل.. والناس تحبهم وتتعلق بهم، أنا قطعت مسيرة طويلة امتدت على عدة عقود منذ أكثر من 35 عاما وأنا أطل على الناس في كل رمضان بمسلسل يتحدث عن قضية سياسية أو اجتماعية أو إنسانية، ونظهر في لقاءات ومقابلات، لذلك الناس تحبنا وتهتم بنا وبما نقول خاصة أن بلادنا لا يوجد فيها قادة سياسيون أو أحزاب معارضة هذا أحد الأسباب.. في عالم السياسة والشأن العام الوحيدون الذين يطلون على الناس هم المسؤولون والسياسيون وغالبا يتحدثون بلسان الدولة والنظام السياسي وكأنهم يقرأون من ورقة مكتوبة، بينما الفنانون يقرؤون من وجهة نظر اجتماعية وسياسية أعم، فالناس تحبهم عموما، وحتى بالدول الديمقراطية هم كذلك، هي ظهارة عالمية الناس تحب الفنانين وتتابع أخبارهم.. وهذا يلقي حملا ثقيلا على عاتقنا'..

هل خدمت الدراما السورية المجتمع؟

لعبت الدراما السورية دورا مهما في توعية المجتمع السوري وفق 'سليمان' منذ بدايتها وحتى نعضتها، ويستطرد 'عموما أرجو أن لا يؤاخذني أحد لأنني سأكون متحيزا باعتباري ابن هذه الدراما.. في أيام التلفزيون السوري بالأسود والأبيض كانت المسيرة مشرفة جدا، أذكر مسلسلات مثل حمام الهنا وأولاد بلدي والزباء وتمثيليات قصيرة متل عندما يفرح الفقراء.. هذه المسلسلات لعبت دوار كبيرا في المجتمع.. مرورا بمسلسلات فيما بعد عصر الألوان مثل الأجنحة لشكيب غنام وعبد العزيز هلال ومسلسلات أخرى مثل المسلسلات التي أنجزناها نحن مثل خان الحرير وذكريات الزمن القادم.. عصي الدمع.. كلها مسلسلات ناقشت قضايا سياسية وقضايا اجتماعية مهمة، لعبت المسلسلات دورا كبير في توعية المجتمع.. والحديث عن المرأة والتاريخ وتقديم نموذج إيجابي عن الحياة..'.

النظام السوري ونهضة الدراما

يتابع 'سليمان حديثه عن الدراما السورية ونهوضها قائلا 'في عهد الرئيس حافظ الأسد كان هناك اهتمام كبير جدا بدأت الدراما تنهض بعد كبوة.. وغالبا كان الإنتاج غير سوري أي ممولا من جهات خارجية، بعدها ومع نهاية الثمانينات كانت هناك حاجة لإعادة النظر بالعمل التلفزيوني لأنه عمليا كانت ساعات البث غالبا مصرية باستثناء النشيد الوطني والأخبار.. نشات الحاجة للنهوض بالدراما وبدأت مع دائرة النار.. إن أي نظام سياسي في العالم في سوريا أو غيرها مهما حاول أن يمتطي صهوة الإبداع سوف يبقى المنتج الفني بحكم طبيعته معارضا لماهو قائم وما هو قائم ليس النظام السياسي فقط أحيانا الأعراف والعادات والتقاليد.. وفي الحقيقة سيكون انتقاديا إذا لم يكن معارضا، الدراما السورية لعبت عبر تاريخها هذا الدور، الشخص الوحيد الذي كتب بشكل منصف حول هذا الموضوع هو الراحل ميشيل كيلو حول الدراما ما قبل 2011 ودورها في المجتمع السوري، برأيي أن الدراما لعبت دورا مهما جدا جدا بنشر الوعي وتغيير موقف المجتمع من أشياء كثيرة وكشف الظلم والفساد..'.

ويتابع في 'خان الحرير الجزء الثاني ترى كيف انتهت التجربة الديمقراطية السورية الوليدة بكل عيوبها لصالح الدولة الأمنية في سوريا وانعكاس ذلك على الذوق العام وأنماط الإنتاج.. كيف تم تدمير مستقبل سوريا الاقتصادي من خلال عمليات التأميم والإصلاح الزراعي بزعم البحث عن العدالة الاجتماعية، وكانت سوريا تحتاج لإعادة نظر بالقوانين القائمة وعلاقة رب العمل بالعمال والفلاحين أكثر من أن تدمر من خلال التأميم النهضة الزراعية والصناعية، كما أن هنالك الكثير من الأعمال تعرضت للمنع أومنعت'.